صباحا في مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط
المحتويات
انتباههم بكلامها وتابعت حديثها
انا جايه اقول لك ان انا عايزة اتنازل عن ميراثي وميراث ولادي بالكامل ومش عايزه اي حاجه منكم وهتنازل عن القضية كمان في مقابل تتنازلوا لي عن اولادي وانكم ما لكمش علاقة بيهم ابدا طول العمر وحتى بعد مماتي
انفتح فاه تلك الاعتماد على وسعه اما زاهر فقد جالت الفرحه على علامات وجهه وكانت ظاهره للأعمى يراها فهو عاشقا محبا للمال بشدة فرددت تلك الاعتماد
انتفض جميل بشدة وقام من مكانه وامسك يد ابنته مرددا بأمر وهو ينظر لتلك الاعتماد بقوة
مش قلت لك العالم دي ما بتجيش بالحسنى خلينا مكملين بالمحاكم زي ما احنا وخليكي انت يا ام باهر على سوء الظن عايشه ربنا يعينك على اللي انتي فيه واللي ربنا هيحاسبك عليه وانتي ما تعرفيش اثر الكلمه السوء ايه وحساب قڈف المحصنات ايه
يلا يا بنتي نمشي احنا اصلا غلطنا ان احنا سمعنا كلام المتر بعد ما قعد يتحايل علينا قد كده علشان نيجي وطالما فيها قعده حريم وهم اللي بيحكموا والرجالة ما لهمش لازمة يبقى ما يشرفناش نقعد في القعدة دي
انتفض زاهر عندما رأى وجوم جميل وانه على وشك المغادرة فأمسك يداه قائلا
واستطرد كلماته وهو ينظر إلي والدته هاتفا بتحذير أحرجها أمامهم كلهم وما توقعته منهم
لو سمحتي يا ماما انا موجود وانا هنا اللي أقرر ايه اللي هيحصل وايه اللي مش هيحصل
ممكن نهدى بقى علشان نخلص الموضوع ده ونفضنا من المحاكم والحوارات دي
احنا موافقين يا استاذ جميل على عرضك هي حره مش هنجبرها تستلم ميراثها بالعافية وبالنسبة للأولاد وقت مانحب نشوفهم هنشوفهم فمش هتفرق تنازل من غيره
هنا نظر كل من جميل وريم الى هؤلاء معډومي الضمير والإنسانية وحقا شعر بمأساة ابنته التي عاشتها في ذاك المنزل ولنكن منصفين ففقيدهم كان من أحسن الرجال خلقا
ما كنتش اعرف انك بتحب الفلوس اكتر من المبادئ والأخلاق !
ما كنتش اعرف انك ممكن تقبل على نفسك ورث ولاد اخوك اللي ماټ وحقهم علشان خاطر تتنازلوا لها عن الولاد ويعيشوا معاها في سلام وامان بعيد عن شركم
واستطرد متهكما لتلك الاعتماد التي تجلس والغليان يقطع أمعائها
تسلم تربيتك ياأم باهر وحلال عليكم
الجمل بما حمل ويارب يبارك لكم فيه بحرامه وبحلاله
أنهى كلماته ثم أعطى المحامى الخاص به الأوراق كي يدونوا إمضاءهم للتنازل عن أولادهم فتناولها زاهر على الفور بأصابع ترتعش فرحا لقلبه المړيض وجعل والدته تمضى هى الأخرى وخرجوا جميعا فى تلك اللحظة كل في سيارته وذهبوا إلي الشهر العقاري ودونوا التنازلات من كلا الطرفين والآن أصبحت ريم حرة طليقة بأبنائها ولم ېهدد أمنها أحدا مرة أخرى وانتهت حياتها مع مثلث الشړ الذي أنهك روحها
ولقد أمنها جميل فى التنازلات بشدة بحيث لا يقدرون على الطعن
بها يوما من الأيام لكى يأمن ابنته من غدرهم
وبعد أن خرجوا نظر إليهم جميل قائلا
فعلا النهايات أخلاق وتشكرى ياأم باهر على أخلاقك ومبروك عليكم مال اليتامى تتهنى بيه يارب
فجر كلماته وتأبط ذراع ابنته وذهب من أمامهم بقامة مرفوعة وشموخ ليثبت لهم أن الأموال بالنسبة لهم سراب لا هى غاية ولا حتى وسيلة وكان ذاك جميل ولا يزال أبا رائعا يمتلك حسن البصر والبصيرة
هناك مواقف تحدث في حياتنا نظنها مهلكة لقلوبنا ولو تمعنا النظر بها وتركناها لأمر الله ستمنحنا منح اكتسبتها قلوبنا من ألف محڼة
خرج رحيم من الجامعة متأخرا وأحس بوحشته الشديدة لمريم ووجد سيارته تنطلق الي وجهتها فلقد تحدث معها كثيرا أن تعود إلي فيلتهم وتسكن الملحق الذي كانت تمكث به قبل ذلك لأنه غير مطمئن عليها فى تلك الشقة أو من الأصح يحتاجها بجانبه فى ذاك كل مكان ولكنها رفضت بشدة وهو لم يكل في إقناعها وحتما سينفذ مايدور فى عقله وصل أسفل البناية فلقد علم وجود صديقتها عندها حينما كان يحادثها ولكنه لم يخبرها بقدومه
وصل إلي الشقة وضړب الجرس الخاص بها وفتحت له صديقتها الباب
ألقى التحية مرددا بوقار
السلام عليكم ورحمه الله ازيك يا جنة أخبارك ايه
ردت عليه السلام بوقار مماثل
وعليكم السلام ورحمه الله بخير يادكتور الحمد لله
واسترسلت حديثها وهى تحمل حقيبتها تنتنوى المغادرة
أنا كنت لسة ماشية حالا مريم جوة في المطبخ بتعمل قهوة عن إذنك
أفسح لها المجال أن تغادر فمريم زوجته ويصح له التواجد معها
دلف إلي المطبخ بخطى بطيئة كي لاتشعر له وسمعها تتسائل
مين ياجنة اللى ضړب الجرس
اقترب منها رويدا رويدا وهمس بجانب أذنيها بهمس
لأ أنا كدة جميل
إحنا مش متفقين على كدة
رفع حاجبيه بمكر وهتف
والله مانا اللى جيت بمزاجى لومى على ده
وأشار إلي قلبه وتابع مكره
حتى قربى منه كدة واسمعى دقاته وهو هيجاوبك
ازداد توترها وخجلها وتحدثت وهى تحاول الابتعاد عنه
رحيم ابعد مينفعش كده أصلا وجودك هنا معايا لوحدنا مينفعش حتى لو انت جوزى فده كتب كتاب بس
تمسك بها بشدة وأردف بوله وهو ينظر داخل عيناها
لا مش هبعد بذمتك فى حد تبقى روحه بين ايديه ويسيبها ده يبقى بېموت نفسه يرضيكى أموت وميبقاش فيه رحيم اللى ھيموت على مريم
كان يتحدث برقة أذابتها وجعلتها تائهة في بحور عيناه التى مثبتة عليها بوله
وأردفت بنفس الخجل
طيب أرجوك ابعد بقى علشان بجد
مش قادرة أسيطر على أعصابى بسببك
أه قولى بقى انى دوبتك من همسة ونظرة وابتسامة كلمات دعابية نطقها ذاك الرحيم بخفة وأردف
بحبك يارحيم ابعد بقى وتعالى نقعد فى البلكونة
بإرهاق روحه عشقا أجابها
ده رحيم تعب وجاب أخره ياروما ده بحبك طالعة منك قمر وانتى بتقوليها قولا أمال لما تنفذيها فعلا إيه اللى هيحصل ساعتها
وتابع بمشاغبة وهو يحرك احدي حاجبيه
ده أنا كدة هدوب يابنت قلبي
حينما رأت استرخاء يداه أفلتت منه بسرعة وجرت من أمامه وهرولت إلي الشرفة وهو لاحقا بها مرددا
الله إحنا فينا من كدة ياقلبي طيب قابلى بقى بعد كدة وانتى اللى بدأتى
قال كلماته تلك وهو يلحق بها وقبل أن تصل إلي الشرفة أمسكها من يدها وثبتها مكانها قائلا
عمرك ماهتعرفى تهربي من رحيم يابنتى
ثم اقترب منها مرددا وهو يشدد من احتضان يداها
أنا كنت واقف محترم وانتى اللى جبتيه لنفسك بقى
كاد أن يقترب منها إلا أنها أفلتت يداها وضړبته بخفة على صدره هاتفة
إنت عايز ايه يارحيم بجد كدة
مينفعش
أجابها بأريحية
عايزك تلمى هدومك دلوقتي حالا وتنزلى معايا نرجع الفيلا ياكدة ياهتلاقينى كل يوم هنا وأنا بقى مش مسؤول عن اللى هيحصل بعد كدة
قطبت جبينها وأردفت برفض
إحنا اتكلمنا فى الموضوع ده كتير وقلت لك إن أنا مرتاحة في بيتى هنا يارحيم
لم يعجبه ردها الذي
يرفضه تماما وأجابها
بس أنا مش مرتاح يامريم وعلى أخرى ها على أخرى فانجزي وهاتى هدومك علشان انتى حرة بقى
دبت أرجلها أرضا وأردفت بنبرة معترضة
بس أنا مش عايزة أجى هناك إلا لما أكون مراتك وتعملى فرح كبير
أجابها بإبانة
ومين قال انى مش هعمل لك فرح كبير ! ده أنا هعمل لك فرح ولا ألف ليلة وليلة وكدة كدة إحنا مش هنتجوز في الفيلا مع بابا أنا عندى شقتى الخاصة في الكومباوند يعنى هتخرجى من بيتك على بيتك بردو
فركت يداها بتوتر وأخرجت مافى قلبها عما يؤرق صدرها
بصراحة كدة أنا مش عايزة أضايق ماما فريدة ولا أخليها تزهق منى كل لما تشوفني من الأفضل خلينى بعيدة يارحيم
اتسع بؤبؤ عينيه مما تفوهت به وأردف
ايه ده مين قال لك التخاريف دي!
ايه اللى هيضايق ماما دي بالعكس هتبقي فرحانة بوجودك قوي
وتابع توضيحه مبررا
وبعدين انتى مشفتيهاش اتعاملت معاكى إزاي ساعة كتب كتابنا وبعده وبتكلمك علطول وبتسأل عنك زي مابتسأل على راندا أختى بالظبط سيبك بقى من الأوهام دي وقومى يالا ولعلمك بقى أنا مصمم انك هترجعى معايا النهاردة يعنى هترجعى
رأت تصميمه تلك المرة وأنها محاصرة منه فقامت من مكانها وهى تتمتم
خلاص ياسيدى خلاص هقوم أجهز شنطتى أهو
وفرت من أمامه إلا أنه لحقها ممسكا بذراعيها قائلا بغمزة من عيناه
تحبي أدخل معاكى أساعدك فى تجهيز الشنطة علشان ماتتعبيش لوحدك ياجميل
رفعت حاجبيها باندهاش لجرائته وأردفت بتحذير وهى ترفع سبابتها أمام عيناه
والله إن اتحركت من مكانك مانا جاية معاك مكان وانت حر بقى
لوى شفتيه باستنكار وردد
خلاص يابنتى انتى مابتصدقى ولا ايه أنا الغلطان انى خاېف عليكى وعلى تعبك أدى قاعدة
أسرعت الي غرفتها وأغلقت الباب خلفها بالمفتاح خوفا من تهوره وبدأت فى تجهيز حقيبتها وبعد مرور نصف ساعة خرجت وهى تحمل تلك الحقيبة قام من مكانه وأخذها منها ثم اصطحبها أخيرا إلي مايريد وارتاح باله
في مجموعة مالك الجوهري حيث تدلف ريم بطلتها الخاطفة للأنظار رغم رقتها وأثناء سيرها قابلت علي أمامها ألقت السلام عليه فرد عليها بوقار
وعليكم السلام ورحمه الله اهلا يا استاذه يا اللي مشرفانا ورافعة راسنا
ابتسمت ريم على اثرائه واردفت بتساؤل
اهلا يا استاذ علي إزاي مش فاهمة
رفع كلتا يداه في الهواء وأجابها
دي بقى مش انا اللي هجاوبك عليها مالك مستنيكي في المكتب سأل عنك كذا مره روحي وهو يعرفك كل حاجه ومبروك مقدما
شكرته بامتنان وتوجهت الى مكتب مالك دقت على بابه وحينما اذن لها بالدخول ولجت بابتسامة وهي تلقي السلام برقة
طار قلبه فرحا عندما رآها ثم قام من مكانه مرحبا بها ولما لا فهي حبيبة أيامه وعوض زمانه قائلا بنفس الابتسامة
وعليكم السلام يا ريما اتفضلي نورتى المكتب
خطت بقدميها الى الكرسي الموضوع امام مكتبه واذا به تحرك من مكانه وجلس مقابلتها فهو يحبذ دائما ان تكون امام عيناه مباشرة
اما هي فتحدثت باستفسار
الأستاذ علي بيقول لي ان في أخبار حلوة ومن الأفضل اني أسمعها منك يا ترى في تقدم ولا ايه
طمني
أجابها بمراوغة يحبذها دائما معها
على طول كده عايزة تعرفي الأخبار الحلوة انا عايز بقى مكافئتي قبل
متابعة القراءة