صباحا في مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط
المحتويات
والديها ولم يهمها كرامة الأنثي المچروحة وانكشف وجه الأنثي الضعيفة
أحست بها والدتها بشده وادمعت عيناها على كبيرتها التي راتها بقلبها قبل عينيها واخذتها بين ها تهددها مرددة بحزن
يا بنتي حرام عليكي اللي بتعمليه في نفسك ده وبتعمليه فينا
اه يانا يا حزن قلبك يا فريده علي بناتك يا مخلفه البنات يا شايله الهم للممات
اهدي بقى يا بنتي وطالما إنتي شايفه نفسك هترتاحي في الطلاق وهتقدري تتحملي مسؤوليه وعواقب حاجه شكل دي يبقى ما باليد حيله وباباكي هينفذ لك اللي انتي عايزاه
واثناء انشغالهما بالحوار استمعوا الى جرس الباب يعلن عن وصول ايهاب
قام جميل يفتح له الباب وما إن رآه ايهاب حتي ارتمي في ه يصافحه بحرارة قائلا
يا طيب ليك وحشه والله
فهو رجل خلوق في معاملاته
افسح له المجال بالدخول وما إن دلف باتت عينيه تمشط المكان بلهفه فقد كان عشا سعيدا يجمعه بحبيبته وزوجته وابنائه فقد كانوا عائله كريمة يزينها الحب والاهتمام وانقلب الحال واصبح المكان يزينه الكره الشديد
ينظر الى كل ركن في المكان ويتذكر ايامه التي عاشها من كل عام في هذه الشقه
الا انه سافر في السنة الأولى من زواجه من راندا وكان يأتي كل عامين اياما قليلة
واثناء تجواله بعينيه في المكان استقرت على راندا وبدا له من وجهها انها
كانت تدمع بشده خفق قلبه حزنا لأجلها رغم كل ما بدر منها الا انه يعطي لها عذرا على ما فعله معها فلقد اجرم في حقها جرما شديدا واستسلم للحظات ضعفه ولكن هل يعود الزمان يوما ويصلح من غلطه وما فعل بها مافعل
ازيك ياعشرة العمر أخبارك ايه
حينما وصل سلامه بتلك النبرة إلي مسامعها أعلنت دقات قلبها الطبول ولم ترد عليه إلا بنظرة عيناها كأنها تعاتبه ولكن العتاب مصاحبا للجفاف
أحس بدقات قلبها ومن غيره يشعر بها ومن غيره يحس بإحتياجها وحدثته عيناها
ألم ترأفي بحال عاشق انكوي من قسۏة عقابك الذي لم ينتهي بعد !
ألم تشعر أنت أنك قټلت الإحساس داخلي وما عدت أنا ولست ألقاني بعد !
قرأ إجابتها من نظرة عينيها وردد بأسف بلسان حاله
أعدك إن عفوتي ورددتي لي قلبك سأبقي علي عهدك ولن أقترف بعد
اهتز فكها وهي تنظر له نظرات خذلان ترد عليه عينيها بعدم ثقة
أمن الممكن أن يؤتمن الخائڼ ! لا ورب الكون وقول رسوله ان من علامات المنافق من أؤتمن خان
بعد إذنك يابابا اطلب المأذون فورا علشان كدة الموضوع طول وبوخ أوووي
أحس بوخزة شديدة في قلبه جراء كلماتها وتحدث إلي جميل وهو يناوله ملفا به العقود قائلا
اتفضل يا عمي جميل ده عقد بفيلا في الكومباوند إللي هي قالت عليه ومتوثق باسمها في الشهر العقاري
وده عقد بملكية العربية نقلته باسمها وبردوا متوثق في الشهر العقاري
أردفت له بنظرة متعجرفة وتحدثت بكبر
متفتكرش إن ده منة وفضل عليا منك
ده حقي في دهبي إللي بعته لك تسافر بيه
وتبدأ شغلك وكفاحك بيه
حقي في عمري اللي راح هدر وفي الاخر خڼتني
حزن داخله من استكبارها وطريقتها المتعجرفة عليه مرددا باستنكار
هو حق كفاحك معايا وعمرك اللي راح ودهبك إللي بتعايريني بيه دلوقتي فيلا وعربية وفلوس في البنك ياراندا !
واسترسل ساخرا
إنتي أغلي وأحسن من إن الكلام العيب ده يطلع منك وكمان في وجود باباكي اللي الأصل الطيب يضرب له تعظيم سلام إنتي حقك عليا ميكفهوش كنوز الدنيا
أحس جميل بالخذلان الكثير الذي لم تترك ابنته فرصة إلا ووضعته فيه بكل ما أوتيت من قوة وشكره بامتنان
معلش يابني حقك عليا اعذرها
إللي فيها حلاوة روح بس من اللي عملته فيها ومش مستوعبة لحد دلوقتي
زفر بسأم ووجد أنهم في حالة لايسمح للجدال فيها فقال
يشهد الله ياعمي جميل اني عملت كل مافي وسعي علشان تغفر وتسامح وهي إللي راكبة راسها ومصممة علي الطلاق إللي هيسبب خړاب النفوس لينا كلنا
ويشهد الله إني اعترفت بغلطي وحاولت مرارا وتكرارا إنها تلين مرات بالمحايلة ومرات اني أفكرها بالحب إللي بينا ومرات أبين ضعفي قدامها وأتذلل علشان عارف حجم غلطي ومرات بالبعاد يمكن تهدى لكن هي مصممة علشان هي إللي بعد كدة هتشيل ذنب كل إللي هيجرى بسبب التشتت اللي هيحصل لنا وإنها هتبقي المذنبة الوحيدة قدامكم
وتابع وهو ينظر إليها بقوة
وطالما هي إللي شدت الحبل علي الأخر تستحمله بس يارب تفضل مستحملاه علي الأخر وميخنقهاش في النهاية
رمقته پغضب مستطير من رماديتيها المشټعلة وهدرت به بحدة
مستني تشمت فيا ياإيهاب مش هنولها لك وهثبت لك إني هفضل راندا المالكي وبردوا هحرق قلبك وهشربك من نفس الكاس والأيام بيننا
اهتز فكيه بسخرية وردد بلا مبالاه
مبقاش يفرق معايا حاجة ياراندا ومهما تحاولي تعملي إنتي المضرورة لوحدك في الاخر علشان أنا عارف ومتأكد مهما عملتي ولفيتي وجربتي في النهاية مش هتعرفي تبدليني ولا حد في الدنيا دي هيقدر ياخد مكاني
خشيت أن تضعف فصاحت بقوة مصتنعة
عادي مهما تبين عدم اهتمامك وانك مش فارق معاك بس العيار إللي ميصبش يدوش
بعد عدة ساعات
قضوها في المناقشات والمحاورات تم الطلاق وانفصلا راندا وإيهاب في موقف مهيب
خړاب البيت ودماره موقف له رهبة ممېتة لجميع الأطراف وخاصة لزوجين عاشقين
بعد ساعتين من الطلاق غادرا الجميع وما إن أصبحت وحدها حتي انخرطت
في بكاء مرتفع تدمي لها القلوب واڼهارت اڼهيارا كليا وكأنها بفعلتها تلك انتقمت من حالها لا منه هو
بعد مرور ستة أشهر أخري تغيرت فيهم حياة الكثيرين تماما فقد دخلت راندا مرحلة اكتئاب شديد بعد الطلاق مما أدى إلي تطور أبنائها في طريق الضياع أكثر وأكثر وهي لم تعد تخرج من تلك الدوامة
أما مريم تدربت كثيرا في البنك وأثبتت جدارتها بمهارة فائقة واستلمت مكانها وتتنقل في مجال المحاسبة ببراعة تحت تدريب جميل شخصيا وعلاقتها برحيم أصبحت أكثر عشقا وغراما وأصبح يغار عليها غيرة عمياء فقد تغير مظهرها الخارجي كليا بمجرد رتوش بسيطة في ملبسها المحتشم لكن أصبح عصريا يليق بصاحبة العيون الفيروزية
وأما عن إيهاب انخرط أيضا في دوامة الحزن وكان يري أبنائه قليلا جدا نظرا لأنه انشغل في تجهيز مكتبه الهندسى الذي أنهاه في أربعة أشهر وكلف عليه حملة إعلانية تليق به
أما عن ريم عادت الي تصميماتها من جديد ولكن استطاعت ان تخلق من وسط الحزن إبداعا أبهر الجميع في عالم الفاشون مما أثار خوف مالك أن يحتكرها أحد المنافسين وخاصة أنها بدأت بعرض جميع تصميماتها علي مواقع السوشيال ميديا وحصدت تفاعلا رائعا وكان مالك متابعا لها بشغف
وأصبحت ترسل له التصميمات شخصيا دون مدير أعماله ومن وقت للأخر يسألها عن رأيها في العمل المباشر معه تجاوبه بأنها غير مستعدة الأن مما استدعى قلقه
يقف مالك في شرفة مكتبه يتابع المارة بشرود وبيده كوب القهوة الخاص به
دخل علي صديقه ولاحظ شروده فوقف بجانبه متحدثا باستفسار
ده الموضوع باينه كبير أووي فيه ايه ياعم مالك
وتابع بمشاغبة
شكلك حنيت للعرق الايطالي اللي إنت مدوبه ومدوخه معاك وشحتفت قلبه علي الاخر
نظر إليه بنصف أعين وأجابه بحدة خفيفة
جري ايه ياعم الخفيف إحنا هنهزر ولا ايه !
ماتمسك لسانك ده شويه
ضحك علي حدته وتحدث بمرواغة
الله وأنا مالي ياعم الحيران ماتسأل عينيك إللي سرحانه ودماغك إللي مش فيك
ذهب إلي مكتبه واستلقي علي كرسيه بإهمال وردد
شوف بردو ! بقولك ايه هو احنا مش مخلصين موضوع جوليا ده من زمان وقلت لك كانت صفحه وطويتها زي إللي قبلها مع الفارق إن بيجمعنا علاقة شغل وكل احترام
واسترسل بتنبيه
ياريت منتكلمش في الموضوع ده تاني
تململ في جلسته وهتف بلا مبالاه
ولا تاني ولا أولاني ياباشا
إلا صحيح عملت إيه مع مدام ريم لسة مصممة على رأيها ولا ايه
زفر بسأم وأجاب
والله أنا اللي قالقني ومخوفني موضوع ريم ده بالذات
واستطرد پخوف
مش عارف مماطلتها
دي سببها ايه
تفتكر حد انها شايفه نفسها في مكان أحسن من هنا زي ماكنت بتقول
أجابه بحيرة
والله ما عارف بس لو ده حصل كفى الله الشړ يعني أكيد هنعرف
قطب جبينه ونطق بحزن
ده لو حصل فعلا هنخسر كتير جدااااا أكتر الاتيليهات بتاعتنا واللي احنا بنتعامل معاهم برة وجوة بيختاروا تصميماتها بالذات ومش عايزين غيرها
وأثناء انشغالهما في الحديث دقت السكرتارية علي الباب ودلفت وهي تهتف بعملية
مدام ريم المالكي برة هي وواحد بيقول إنه أخوها وعايزة تقابل حضرتك
نظر إلي علي وتسائل باستغراب
ريم المالكي! مين انت تعرفها
أجابه وهو يرفع يديه في الهواء
لا والله هعرفها منين
وتابع وهو ينظر إليها مشيرا بأمر
خليهم يتفضلوا يمكن عروسة وجاية تختار كوليكشن
هزت راسها بطاعة وفتحت الباب مرددة وهي تنظر إليهم بابتسامة ترحيب
أهلا وسهلا اتفضلي يافندم مالك بيه في انتظاركم
دلفت بخطي ثابته مستقيمة متواضعه تليق علي المكان المتواضع الذى حضرت فيه ويتبعها أخيها مرددا بابتسامة هادئة
السلام عليكم ورحمه الله
انتصب مالك واقفا هو وعلي احتراما للضيوف مرددين
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
وتابع مالك وهو يشير إلي المقاعد القطنيه المريحة مرددا
أهلا وسهلا ياجماعة نورتوا المالك جروب اتفضلو
ذهبوا إلي المقاعد بهدوء وجلس الجميع
وتحدث علي بذوق
تحبو تشربوا إيه ياجماعه
هتف رحيم برفض لطيف
متشكر جدا يافندم لذوق حضراتكم وحسن مقابلتكم
تحدث مالك بإصرار
ميصحش طبعا لازم تشربوا حاجة أطلب قهوة
وافق رحيم قائلا
تمام إللي تشوفه يامستر مالك
واسترسل بدعابة
والله أنا دماغي محتاجها فعلا بسبب دوشة الطلبة في الجامعة واتصالات ريما اللي داوشاني بيها من الصبح
نظر مالك وعلي إلي
بعضهما باندهاش مرددين بصوت واحد
ريما !
تحدثت بابتسامة هادئة
أيوة يامستر مالك ريما ستور
البارت الثامن عشر
أخبروها بأن عيناي تنتظر رؤيا طيفها هائمة
أخبروها بأن أنفاسي متلهفة للمساتها الناعمة
أخبروها بأنها عشقي الأبدي وحياتي بدونها قاتمة
أخبروها بأنها روحي ودقات قلبي بنارها مغرمة
خواطر رحيم المالكي
بقلمي فاطيما يوسف
في منزل راندا الجمال تجلس على هاتفها تتصفحه بالساعات كعادتها وكأنه أصبح وسيلة ملاذها التي تضيع فيها برضا تام إذ بها تأتيها رسالة علي الواتساب وكان عبارة عن مقطع فيديو فتحت الفيديو وجحظت عيناها من ما رأته لقد كان الفيديو لسما ابنتها وهي ترتدي هوت شورت وناثرة شعرها علي كتفيها ووجهها يكسوه المكياج الخفيف الذي أبرز جمالها بشدة
صعقټ حقا مما رأته أمامها والذي كان عبارة عن إلقاء أغنية تقلد فيها الصوت بحركات الشفاه المغرية وحركات الجسد السافرة
في مشهد يزلزل القلب والعقل والروح صغيرتها ومدللتها أصبحت من العاھړات ومن العجب
متابعة القراءة