صباحا في مدينة الإسكندرية عروس البحر المتوسط
المحتويات
اليه لأجل ابنائهم وتهدم كرامتها بل وترميها عرض الحائط!
لا والأدهى من كل ذلك انها المخطئة والجانية في نظره وليس المجني عليها!
لا ياأبي لا تفعل
بي
حدثت نفسها بتلك الكلمات وهي تنظر الى والدتها بدموع غزيرة حكت عن حالها دون ان تنطق
هناك مواقف في حياة الإنسان يكون التنازل فيها هو عين الحكمة وكمال العقل وهناك أخرى يكون التنازل فيها هو المهانة بعينها و الخسارة الذي لا يمكن رفع الرأس بعدها
ومتى سلطت عليها النور أظلمت لربما ألبستها ثياب المنة وأنت لا تشعر فكتب عليها أن تكون في الخفاء وأما جزاؤها فلا يليق به إلا أن يكون في السماء
يجلس ايهاب جالسا على أريكته وواضعا رأسه بين يديه حزينا شريدا مدمرا
لم يرى منها الا كل تضحيه وخير وسلام نفسي
كما انه لم يرى من راندا الا كل الحب والوقوف بجانبه طيلة السنين دون ان تكل او تمل لكنها الغربه وما ادراكم ما الغربه
فمن ورائها اكتسب الأموال لكنه خسر الغالي والنفيس وضاع في طريقه امرأتان الأولى يعشقها حد النخاع والثانية احب عشرتها ولم ولن يظلمها فحدثها له وهو ساندا على منكبيه
شفتي ياغربة وصلتي بيا لفين ڠصب عني جرحت اتنين
ولا دي ليها ذنب ولا دي ليها ذنب ولا أنا كمان ليا ذنب
واستطرد حديث النفس وهو يناجي ربه
يارب حلها من عندك ودبرني أعمل إيه وأتصرف إزاي ياااااارب
واثناء جلسته وهو يعاتب حاله دق جرس الباب فقام بروح منهكه ليرى من الطارق
وعندما فتح رآها امامه دقات قلبه المختلفة الشعور دقت جسده وجعلته متخبطا فاقدا النطق الى ان استمع اليها تردد بشجن
افاق من حالة التخبط التي اعترت عقله وقلبه واجابها وهو يفسح لها المكان كي تدلف مرددا باستفسار
ما انتي معاكي مفتاح ما دخلتيش ليه على طول يا فيروز
دلفت بقلب متعب وروح هالكة تتفقد المكان باشتياق وتنظر الى كل ركن فيه وكأنها تودعه واجابته بشرود وهي تلتفت يمينا ويسارا
وتابعت كلماتها وهي تمد يدها بالمفتاح قائله بحزن
اتفضل المفتاح يا ايهاب مبقاش له لزوم معايا بعد الله حصل
امسك يدها بين كفاي يديه واطبق المفتاح داخلهما وردد بتعب
من فضلك يا فيروز ما تزيديش على اوجاعي ۏجع انا فيا اللي مكفيني والفترة دي لازم تستحملي كل حاجه معايا لحد ما نرسي لبر الامان كلنا
وتابعت حديثها وهي تتطلع للأمام بعقل ناضج فهي رغم رقتها وهدوئها إلا أن سرعة استيعابها وفهمها للاشخاص حاصله عليها بدرجة امتياز
انت داخل على حرب كبيره قوي يا ايهاب لأن راندا مش من الساهل انها تسامح وتغفر دي هتقلبها معركه وكلنا هنضيع
رفع منكبيه باستكانة وبنبرة تقطر ألما تحدث شارحا
انا عارف كل كلمه قلتيها وانا سبتها لحد ما تهدى لانها اكيد عايزه مساحه للڠضب والۏجع اللي انا وجعته لها الكبير عشان تلملم فيه نفسها واثق ومتأكد انها هترجع عن قرارها
زمت شفتاها وأنزلت بصرها للأسفل بحزن وتحدثت بنبرة استيائية مفتعلة
يبقى بتتكلم عن واحده تانيه انا واثقه ومتأكده من نظره عيني لعينها انها لا يمكن تغفر
واسترسلت كلماتها باستفسار
ولو حتى طلعت وجهة نظرك سليمة يا ترى هتعمل اللي هتطلبه منك معايا واللي اكيد هتطلبه
تقصدي ايه بكلامك مش فاهم أجابها إيهاب باستفسار عما ماتقصد
ضيقت نظرة عينيها ثم رمقته بنبرة هادئة
يعني باختصار شديد اول حاجه هتطلبها منك انك تطلقني وتسيبني بعد عشره خمس سنين بينا ما شفتش منهم مني غير كل محبة واخلاص ووفاء
واكملت استفسارها وهي تمسك يداها بين يديه وتنظر داخل عيناه كي تستمد منهما الإجابة قبل
أن تنطق
يا ترى ايه موقفك ساعتها علشان اجهز نفسي من دلوقتي واعدها للفراق التاني إللي هيكويني وهيعلم فيا أكتر من الأول
هنا سكت الكلام على لسانه والنقطه التي كلما جالت بباله نفضها ولم يفكر بها حتى لا يزداد هما فوق همومه
وهربت الكلمات من على لسانه فكيف يعطيها اجابه سؤال لم يفكر به ولا يريد أن يتذكره لأنه دمار لثلاثة قلوب عاشقه حائرة وبالتأكيد سيخرج الجميع بندوب قلب تلزمه إلي نهاية عمره
في منزل باهر الجمال حيث صعدت عبير الى الطابق التي تمكث به ريم ودلفت بعدما فتحت ريم لها الباب
وبعد أن زفرت أنفاسها بتعب من درجات السلم نظرت اليها مردده بجمود
يا ريت تكوني
فكرتي وعقلتي ووزنتي الامور كويس قوي يا ست ريم
فكرت ريم ان تجاريها وتعترض لكنها فضلت ان تمثل انها لم تعرف ماذا تقصد ورددت باندهاش مفتعل
فكرت في ايه يا ماما بالظبط انا مش فاهمه تقصدي ايه
اتكأت بيدها على فخذها ونطقت باستنكار
شوفي بقى ما تستعبطيش عليا انتي عارفه انا اقصد ايه كويس جدا
واسترسلت بتنبيه
سيبيكي بقى من شغل السهوكه والسهتنه بتاعك ده وتعالي معايا دوغري يا ريم علشان الصبر نفذ وسايباكي بقالك شهر بحاله ما بسألكيش ولا باجي ناحيتك سايباكي تفكري في مصلحتك ومصلحه ولادك كويس جدا
استفزتها بكلماتها وجعلتها تنتفض وغشاوه الدموع التمعت في عينها وباتت تفرك يدها بتوتر وعندما وجدت اصرارها فكرت ان تستعطفها بكلمات نطقتها لها
يعني إنتي يرضيكي يا ماما اتجوز واحد غير باهر الله يرحمه
يرضيكي اسمي يتكتب على حد تاني هان عليكي باهر هان عليكي ابنك
لوت فمها وأجابتها بنبرة ساخطة
شوفي بقى ما تحاوليش تمثلي عليا الاخلاص علشان اللي عرفناه وضح لي انك ما عندكيش بربع جنيه ذره وفاء لنور عيني الله يرحمه
واستطردت تهكمها علي تلك المسكينة
اللي ماټ ابني واللي هتتجوزيه باذن الله ابني برده مش هتروحي لحد غريب واعملي حسابك ولاد ابني مش هيخرجوا بره البيت ده ولا هيتربوا بعيد عن ي ويانا يا انتي في الموضوع ده
هنا امتنعت عقارب الساعة عن الدوران إجلالا لما نتج من تحدي العناد أمام جيوش الڠضب
وهتفت ريم بتصميم مغلف بالكبرياء
وانا بقول لك يا طنط لو انطبقت السما على الأرض مش هتجوز ابنك ولا حد هيقدر ياخد مني ولادي علشان شرعا انا الوصيه عليهم طالما ما اتجوزتش
واسترسلت بقوه اكتسبتها طيلة الشهر الذي مكثته تفكر كيف تتعامل مع هؤلاء الاشخاص مرددة بجمود
وشوفي بقى انا كنت بعمل لك قبل كده احترام حتى لما كنتي بتأذيني بالكلام علشان خاطر باهر الله يرحمه لكن دلوقتي ما تفكريش اني وحيده فتستضعفيني وتقولي دي بنت هبله وهتلين انسي يا طنط
اتسعت مقلتيها بذهول من تلك المكشوفة الوجه من وجهة نظرها
قامت من مكانها وذهبت مقابلتها
ثم قبضت علي معصمها بقوة وعنفتها بصوتها المملؤ بالجبروت
يبقى تجهزي نفسك على القضية اللي هرفعها بضم الأولاد ليا واني اكون الوصيه عليهم ده اولا
ثانيا اسكندريه كلها هتعرف اللي حصل بينك وبين جوزك ومش بس كده انا ام ابنها ماټ وقلبه محروق هنزل فيديو هدفعله الافات وهخليه يلف العالم كله وهفضحك وهاخد رد فعل الناس معايا في ملف القضية
وثالثا ان شاء الله بعد ما اخذ الوصيه بتاعه الاولاد مش هخليكي تشوفي وشهم وهكرهم فيكي وهخليهم يعيشوا طول عمرهم وهم عارفين ان امهم كانت السبب في مۏت ابوهم
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع تلك السيدة الظالمة لها ولكن استجمعت قواها وردت بعيون تنطق قوة ظاهرة لها عدم الخشية منها
شوفي بقى هتدخلي الحړب معايا هكشف وش القطه المخربشه اللي مستعده تهبش اللي يقدم لها او يقدم لعيالها
وهتضر بي هضر ب وهتك سري هك سر والبادي اظلم يا طنط
واسترسلت وعيدها بشراسة مماثلة
ما تفتكريش ان انا وحيده ما ليش اهل انا لي اب له معارف تبلعك انت وابنك بس انا لحد دلوقتي مش عايزه اسوأ سمعتكم قدامهم
فخليكي جده طيبه لاولاد ابنك اللي ماټ وحنينه على مراته اللي مش عارفه تحزن حتى عليه بسببكم علشان انا مش من النوع اللي بيستسلم ولا الضعيف
زي ما انتم فاكرين انا اقوى مما تتخيلوا وهقف قصادك الند بالند ونشوف بقى نفس مين الاطول
اعتدلت بوقفتها وانتصبت وهو تنظر داخل عيناها مرددة بچحيم
يبقي على الدنيا السلام وهوريكي إللي عمرك ما شفتيه وهقطع لك لسانك يابنت المالكي
فجرت كلماتها وتركتها وخرجت بحدة صافعة الباب خلفها وهي تتمتم بكلمات ټهديد ووعيد ولن تكل ولن تمل
البارت الثالث عشر
في منزل باهر الجمال ليلا
حيث عاد زاهر إلي منزله منهك من عمله ووجد والدته تقف علي أعتاب شقتها تنتظره وهي على أحر من الجمر وما إن رأته حتى اشارت اليه بيديها ان يدلف بعلامات وجه لا تبشر بالخير ابدا
أطاعها ودلف الى الداخل فقامت هي بإغلاق الباب والنوافذ حتى لا يسمعهم احد اما هو فضاق ذرعا فهو عائدا من العمل منهك ومتعب جدا
فنظر اليها وتحدث وهو يمسح على شعره بارهاق بدا على معالم وجهه
في ايه يا ماما ايه اللي حصل يا ترى مخليكي واقفالي على الباب ومستنياني كده لما ارجع يا رب ما يبقاش في مصېبه اصل البيت ده من ساعه باهر ما ماټ والمصاېب ما بتبطلش فيه
اتأكت علي فخذيها بغل وأجابته بنبرة صوت حادة وهي تجز أسنانها پعنف
هو انت إيه ملكش دور خالص في الحوار إللي إحنا فيه ده ولا أنا
إللي هحارب السهونة دي لوحدي !
واستطردت حديثها
پصدمة لما استمعت إليه من تجبر تلك الريم
دي البت طلعت قوية وحربوقة من الدرجة الأولى ووشها مكشوف أووي
اندهش زاهر من ڠضب والدته ومن حديثها وألقي مفاتيحه بعن ف وأردف متسائلا باستغراب
ليه ياأمي الكلام ده هي عملت ايه
دي محدش بيسمع لها صوت ولا كأنها موجودة في البيت أصلا
أخرت من بين أسنانها أصوات استنكار لما قال وتحدثت بفم مملوء بالعبارات التي أدلتها عليها ريم وانتهت بسرد كلماتها الأخيرة بقلب ينفض حقدا
لا وتقول لي إيه كمان هتض ربي هض رب هتك سري هك سر وشادة حيلها عليا علي الأخر بنت المالكي
وتابعت آمرة إياه وهي تشير بإصبعها بأوامر صارمة
عايزاك تطلع للبت دي وتميل دماغها وتحاول تلين معاها وتدخل لها في سكة حنية وأنا أشد وإنت ترخي مش عايزين نشد الحبل إحنا الاتنين حواليها فتفكر في الخروج من هنا
لازم تحس بحنيتك وانك عايزها فعلا وانك مش ھتأذيها وهتبقي أمان ليها ولولاد أخوك الله يرحمه
قطب جبينه وهز رأسه بعدم فهم وتسائل متعحبا
يعني ايه ياماما معني كلامك ده!
إنتي عايزاني أشاغل مرات
متابعة القراءة