قصتي مع الرجل الايطالي
وأمرني بالإحسان إليك قالت أمي مباشرة أريد أن ادخل في هذا الدين وأسلمت أمي واستبدلت الصليب المعلق على حائط غرفتي بلفظ الجلالة واشتريت مصحفا مترجما للغة الايطالية ووضعته في غرفتي وفي احد الأيام وبينما أنا أهم بالدخول إلى غرفتي إذا بي أفاجأ... بأختي قد دخلت وجلست وبين يديها المصحف المترجم تقرأه في ذهول عجيب وتركتها ولم أشعرها برؤيتي لها حتى أسلمت بنفسها دون أن أتكلم بكلمة. ومن العجائب التي حدثت لي انه بمجرد أن أعلنت إسلامي واغتسلت و بدأت بتطبيق شعائر الإسلام ذهب عني إدماني للمخډرات فورا بدون مستوصفات أو مستشفيات أو عيادات نفسية فعلمت أن الإسلام يغسل ما قبله و يمسح كل ما فات فزاد يقيني و تمسكي بالله ثم يقول أحمد غاضبا وبنبرة صوت جادةلقد أضعت من عمري سنين في الملذات والشهوات والكفر بالله وأعداء الدين ينصبون المكائد بأهل الإسلام و يحاربون دين الله و يثيرون الفتن و يفترون على الله الكذب و إني اشهد الله الذي لا اله إلا هو وبما علمت من الحق لأسلطن أموالي كلها وما بقي لي من حياة لنشر هذا الدين في إيطاليا ولو كره الكافرون وكان هذا آخر كلامه معي قبل أن نفترق فسبحان من أبدل قلبه في لحظة صدق.. تابع الرجل الايطالي حديثه لي بعد أن سرد لي القصص السابقة ثم اخذ يكمل قصة حياته بعد هدايته حيث تزوج من فتاة شابة ايطالية من أصل بوسني ولم يكن صعبا عليه إقناعها بالالتزام فقد كانت مهيئة وتعرف بعضا من اللغة العربية ودأب هو وهي على خدمة الدين حيث قاموا بإنشاء مركزا جديدا لتعليم الإسلام للصغار في ايطاليا عبر ما يسمى دور رعاية الأطفال المسلمين وكان الإقبال عليهم عظيما حتى من الجاليات غير المسلمة ثم أنجبا ثلاثة أبناء وابنتين كلهم حفظ كتاب الله تعالى ثم قطع حديثه وقال أتريد أن أسمعك بعضا مما يحفظون فقلت تفضل ونادى أبنائه ثم أوقفهم لي كأنهم في طابور الصباح يتلون القرآن واحد بعد الآخر و هم يجيدون تقليد الشيخ الحذيفي و الشيخ بصفر وكان أصغرهم يبلغ من العمر ست سنوات يتلوا القرآن صحيحا مجودا حتى إنني استعجبت من ذلك ولكن لا عجب من نور الله إذا استفاض في قلوب من كتبت لهم الهداية. تلك قصتي مع ذلك الرجل ولي فيها وقفات وعبر ولنعلم أننا إذا تركنا التمسك بديننا فان سنة الله الكونية تقتضي تبديلنا بمن يحسن حمل لواء تطبيق الشريعة فلنتعاون ولنجتمع على كلمة واحده لنيل رضا الله يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.