كان أبي إذا دخل غرفتي , و وجد المصباح مضاءً
أنا !!
فهممت بالانسحاب والخروج من هذه المنافسة الخاسرة بكرامتي قبل أن يقال لي نعتذر منك.
وبالفعل انتفضت من مكاني وهممت بالخروج فإذا بالموظف ينادي على اسمي للدخول.
فقلت لا مناص سأدخل وأمري إلى الله.
دخلت غرفة المقابلة وجلست على الكرسي في مقابل ثلاثة أشخاص نظروا إلي وابتسموا ابتسامة عريضة ثم قال أحدهم متى تحب أن تتسلم الوظيفة !!!
فتذكرت نصيحة أبي لي عند خروجي من المنزل بألا أهتز وأن أكون واثقا من نفسي.
فأجبتهم بكل ثقة بعد أن أجتاز الاختبار بنجاح إن شاء الله.
فقال آخر لقد نجحت في الامتحان وانتهى الأمر.
فقلت ولكن أحدا منكم لم يسألني سؤالا واحدا !!!
ولذا قررنا أن يكون تقييمنا للشخص عمليا ...
فصممنا مجموعة اختبارات عملية تكشف لنا سلوك المتقدم ومدى الإيجابية التي يتمتع بها ومدى حرصه على مقدرات الشركة فكنت أنت الشخص الوحيد الذي سعى لإصلاح كل عيب تعمدنا وضعه في طريق كل متقدم وقد تم توثيق ذلك من خلال كاميرات مراقبة وضعت في كل أروقة الشركة.
حينها فقط اختفت كل الوجوه أمام عيني ونسيت الوظيفة والمقابلة وكل شيء...
ولم أعد أرى إلا صورة_أبي !!!
ذلك الباب الكبير الذي ظاهره القسۏة ولكن باطنه الرحمة والمودة والحب والحنان والطمأنينة.
شعرت برغبة جامحة في العودة إلى البيت لتقبيل قدميه قبل يديه.
عند باب البيت رايت اقاربي و الجيران مجتمعين ينظرون الي نظرات عطف ففهمت بأنى وصلت متاخرا نعم فات الاوان .
ارجع لى أرجوك فأنا فى أشد الاحتياج اليك .
كيف لم أر أبى من قبل
كيف عميت عيناى عن هذا الجبل
كيف عميت عن العطاء بلا مقابل
عن الحنان بلا حدود ...
عن الإجابة بلا سؤال ...
عن النصيحة بلا استشارة ...
كنت أنت البار بنا ولم تنل البر منا كما يجب.
لا لم يمت أبي ... لم ېموت
بل سيظل حيا في صلاتي في دعائي في ركوعي في سجودي في صدقتي في حجي في عمرتي وفي كل عمل أتقرب به إلى الله ...
يارب إن هذا ابي قد اتاااك أشهدك بأنه كان نعم الاب ... يارب ان ابى كان يخافك فلا تفزعه فى قپره يارب ان ابي تعب في الدنيا ولم يحرمني شيئ فلا تحرمه الجنة
وإن ماټ فهو باق في نفسي إلى أن ألحق به في جنات الخلود ... من اليوم سأصلي الليل وادعوا له كما كان يفعل ويدعوا لي .
رب ارحمهما كما ربياني
صغيرا .