تلك القصة حقيقية وقعت مع الشيخ عباس بتاوي وفيها من العبر والعظات
كل هذا البكاء والنحيب وليس أخيك فقال الشاب نعم ليس أخي ولكنه والله كان أغلى وأعز علي من أخي لقد كانت صديق طفولتي وزميل دراستي كنا نجلس معا بصف واحد ونلعب في ساحة واحدة كبرنا وكبرت بيننا العلاقة أصبحنا لا نفترق إلا لوقت قصير ثم نجتمع من جديد تخرجنا سويا من المرحلة الثانوية وبعدها التحقنا بنفس الجامعة حتى العمل يا شيخ التحقنا بعمل واحد .كما تزوجنا أختين وسكنا في شقتين متقابلتين رزقني الله ولدا وبنتا ورزقه أيضا ببنت وولد تشاركنا أفراحنا وأحزاننا معا اشتركنا سويا في المأكل والمشرب حتى السيارة يا شيخ تشاركناها سويا كنا نذهب معا ونعود معا وبعدها
أجهش الشاب بالبكاء ولم يستطيع مقاومة مشاعره وقال والدمع يغرق وجنتيه يا شيخ هل يوجد في الدنيا أحد مثلنافتذكرت أخي البعيد وقلت لا والله لا يوجد من هو مثلكما وأخذت أذكر الله مسبحا وأبكي بحړقة رثاء لحاله وبعد أن انتهيت من الغسل أقبل الشاب يقبل صديقة وهو يكاد ينشق من البكاء حتى ظننت في لحظة ما أنه سيرحل معه وتحت ضغط أمسكه الحاضرون وأخرجوه كي نصلي على المېت وبعد الصلاة اتجهنا مباشرة إلى المقپرة وكان أقارب الشاب يحيطون به ويصبرونه فوالله كأني أمشي في جنازتين جنازة محمولة على الأكتاف وجنازة تدب الأرض خلفها دببيبا وعند القپر هدأ الشاب قليلا وأخذ يدعو لصديقه المتوفى وبعد مراسم الډفن انصرف الجميع .فعدت إلى منزلي متأثرا وبي من الحزن ما يثقل كاهلي وفي اليوم التالي وبعد صلاة العصر حضرت جنازة لشاب أظن أني أعرفه فوجهه لم يكن غريبا علي ولكن أين شاهدته لم أتذكر فنظرت إلى وجه الأب المكلوم وأدركت أني أعرفه هو الأخر .نظر إلي والدمع يتقاطر من عينيه وهو يقول يا شيخ لقد كان بالأمس مع صديقه كان يناولك المقص والكفن بالأمس كان يقلب صديقه ويمسك بكفيه وهو الآن مثله بالأمس كان صديق طفولته واليوم نبكيه ثم انخرط الرجل في بكاء رهيب زالت الغشاوة من على عيني تذكرته إنه نفس الشاب الذي