قصـيدة في مـدح الرسول صلى الله عليه وسلم
المحتويات
بشرى من الغيب ألقت في فم الغار
وحيا و أفضت إلى الدنيا بأسرار
بشرى النبوة طافت كالشذى سحرا
و أعلنت في الربى ميلاد أنوار
و شقت الصمت و الأنسام تحملها
تحت السکينه من دار إلى دار
و هدهدت مكة الوسنى أناملها
و هزت الفجر إيذانا بإسفار
فأقبل الفجر من خلف التلال و في
عينيه أسرار عشاق و سمار
كأن فيض السنى في كل رابيةموج
تدافع الفجر في الدنيا يزف إلى
تاريخها فجر أجيال و أدهار
واستقبلت طفلا في تبسمه
آيات بشرى و إيماءات إنذار
و شب طفل الهدى المنشود متزرا
بالحق متشحا بالنور و الڼار
في كفه شعلة تهدي و في فمه
بشرى و في عينه إصرار أقدار
و في ملامحه وعد و في دمه
بطولة تتحدى كل جبار
و فاض بالنور فاغتم الطغاة به
و اللص يخشى سطوع الكوكب الساري
يخزي لصوص الدجى إشراق أقمار
نادى الرسول نداء العدل فاحتشدت
كتائب الجور تنضي كل بتار
كأنها خلفه ڼار مجنحة
تعدو قدامه أفواج إعصار
فضج بالحق و الدنيا بما رحبت
تهوي عليه بأشداق و أظفار
و سار و الدرب أحقاد مسلخة
كأن في كل شبر ضيغما ضاري
وهب في دربه المرسوم مندفعا
كالدهر يقذف أخطار بأخطار
و ها هنا يتلقى كف ... حفار
و الظلم مهما احتمت بالبطش عصبته
فلم تطق وقفة في وجه تيار
رأى اليتيم أبو الأيتام غايته
قصوى فشق إليها كل مضمار
وامتدت الملة السمحا يرف على
جبينها تاج إعظام و إكبار
مضى إلى الفتح لا بغيا و لا طمعا
لكن حنانا و تطهيرا لأوزار
فأنزل الجور قبرا وابتنى زمنا
عدلا ... تدبره أفكار أحرار
فظايع أين منها زندك الواري
أرض الجنوب دياري و هي مهد أبي
تئن ما بين سڤاح و سمسار
يشدها قيد سجان و ينهشها
سوط ... ويحدو خطاها صوت خمار
تعطي القياد وزيرا و هو متجر
بجوعها فهو فيها البايع الشاري
فكيف لانت لجلاد الحمى عدن
و كيف ساس حماها غدر فجار
وقادها وعماء لا يبرهم
فعل و أقوالهم أقوال أبرار
يا للرجال و شعب جائع عاري
أشباه ناس دنانير البلاد لهم
ووزنهم لا يساوي ربع دينار
و لا يصونون عند الغدر أنفسهم
فهل يصونون عهد
متابعة القراءة