قصة عن رجل فقير لا يكاد يجد قوت يومه
الحياة بهما هانئة وحرصت الجارية أن تلهيه عن أهل المدينة وينسى لفترة طويلة حتى قرر أن يخرج للمرة الثالثة حاولت منعه وقالت له ستندم لكن أجابها لقد فهم الدرس ولن يتكلم مهما حصل. عانقته وقبلته وقلبها يخبرها أنه لن يعود تردد بشير في الذهاب لكن رغبته في الخروج كانت أقوى من كل شيء وسار فى أنحاء المدينة يستمتع بكل ما فيها وفي كل مرة يحاول أن يتكلم كان يتذكر الشرط المحرم حتى أخذته قدماه ناحية البحر ولم يكن يعرف أن بالمدينة بحرا فوجد على شاطئه سفينة ضخمة وجمعا غفيرا من الناس يصطفون على جانبيها كل منهم يشد السفينة ناحيته و يحاول بكل قوته وكل رغبته والسفينة راسخة على الشاطئ لا تزحزح لأحد كاد أن يمشى دون أن يعلق على تصرفاتهم الغريبة لكنه لم يستطع ونسي وعده لنوسة بالعودة إليها دون أن يحشر نفسه في مشاكل الناس. هتف بشير يا قوم لابد أن تتعاونوا جميعا حتى تستطيعون زحزحة السفينة فلنجتمع جميعا فى ناحية ونحاول بكل قوتنا أن نشدها إلينا. لم يلتفت إليه أحد او يعيره اهتماما. عندما أتم كلامه أحس بالندم ولام نفسه. و أحس بحزن يعتصر قلبه جرى إلى بيته وهو ينوي أن يعتذر لكنه حينما وصل لم يجد لا البيت ولا نوسة. فأسرع إلى كبير المدينة يستنجد به فأخبره أنه طلق إمرأته وأنه لم يستطع الحفاظ على وعده لها ولأبيها وهذا شرط البقاء معهم وظل بشير يقسم أنه أراد فقط إسداء النصح ولم يتدخل في شأن أحد وحاول أن يسترضى الكبير لكن قال له ليس لذلك فائدة فأمر الله نفذ والنصيب أنتهى ولابد للمكتوب أن يصير بهت بشير لكنه طالب أن يفهم فذكره كبير المدينة بالمرات التى خرج فيها وقال وفى جولتك الأولى وجدت العجوز يأكل من الشجرة فنصحته أن يقطع الفرع بأكمله فأجاب بشير نعم لقد رأيته وأشفقت عليه من الشقاء فما هو الخطأ في ذلك يا سيدي أجاب الكبير إنه ملك المۏت و الورقة التى يأكلها إنما هى روح فاضت لخالقها سواء كانت خضراء صغيرة السن أو صفراء بلغت آخر العمر وتدخلت أنت في أقدار الناس وكنت تريده أن يقطع فرعا بأكمله مليئا بأرواح البشر. أحس الرجل بالخيبة من نصيحته فقد تكلم بما ليس له علم به. طأطأ برأسه وسأل والطلاق الثانى كيف وقع فقال له الكبير الرجل الذى كان يجلس على البئر يوزع الماء على البئر الآخر هو قاسم الأرزاق فهناك من يملأ له نصف الدلو وهناك من يملأ له الدلو كاملا وهناك من ليس له رزق فكيف تتدخل فى أرزاق الناس وأسقط فى يد الرجل ولم يجد ما يقوله فلم تكن نصيحته إلا سوء تدبير