وبدأ مخزون طعامه بالنفاذ .. ومع مرور الأيام والأسابيع تعلم استخراج المياه من الأشجار والنباتات واصطياد طعامه بنفسه من الأسماك الصغيرة وإشعال الڼار وصنع له سريرا من أوراق النخيل .. قرر ذات يوم أن يتبع القرد الذي يراقبه ويرى من أين يأتي ذاك القرد المتطفل بأكله ومشربه .. لحق القرد حتى اختفى متواريا بين الأشجار في اليوم التالي وجد القرد على سطح قاربه وعندما ذهب إليه اختفى القرد وتبخر .. لمدة سنة لم يستطع اصطياد القرد .. بعد أن توالت الأيام لاحظ توماس أن حاله بدأ يسوء فقد تشققت شفيته وتقرحت وأصيب بالهزال والتعب الشديد وبدأت أسنانه بالتساقط
فهم توماس أن الوقت بدأ يداهمه وأن أجله قد اقترب وربما يصبح هو طعام للقرد .. فقرر صناعة نوع من الأشرعة وتركيبها على القارب ومجاديف .. وتعهد بالإبحار في جهة لا حدود لها ولا نهاية وفكر بأنه أن ماټ سيكون قد ماټ وهو يحاول النجاة بدلا من أن ېموت كجبان لوحده على أرض تلك الجزيرة المهجورة.. كان الإبحار في ذلك البحر المظلم هو الچحيم بعينه .. أظلم الليل فدخل إلى مقصورته لينام وفي الصباح سمع طرق قوي على باب مقصورته .. كان شخص ما ينادي بقلق أهناك احد ما بالداخل فتح الباب ليجد رجلين بزي خفر السواحل .. لم يصدق توماس ما رآه فسقط مغشيا عليه على أرضية قاربه المتسخ المهمل .. نقل توماس إلى المشفى وتم إعلام زوجته .. وبعد بضعة أيام خرج من المستشفى .. أطلقت قصة توماس الكثير من التكهنات والتساؤلات .. بداية هل كان القرد حقيقيا أم من نتاج خيال توماس المتعب وكيف وصلت الطحالب الحمراء إلى هناك و المعروفة بأنها تعيش في الماء الحلو لا المالح والتساؤل الأكثر حيرة هو أن توماس ادعى أنه عاش على هذه الجزيرة لمده عام واحد فقط ولكنه اختفى لمدة سبع سنوات هل أخطأ توماس في العد أم دخل إلى بعد آخر يتقلص فيه الزمان ومن أين أتت حطام الطائرات والقوارب التي كانت على الجزيرة ولماذا لم يقرر توماس العودة إلا بعد مرور عام على بقائه في الجزيرة وهل كانت الجزيرة بعدا آخر في عالم مواز لعالمنا تنص أحد التفسيرات على أن توماس دخل منطقة مثلث برمودا .. ويقال أن الجزيرة التي رآها ما هي إلا الجزيرة الخضراء التي تظهر بالصدفة لبعض البشر في ذلك المثلث الغامض.