حكاية السمكة المغامرة
بالتأكيد لم يسمع أحد من البحارة نداءها الصغير، وفي لحظات غابت السفينة وراء الأفق، شعرت السمكة بخيبة الأمل والتعب، فقررت أن تعود إلى موطنها عند أمها، لكنها وجدت نفسها ضائعة في البحر، ولا تعلم كيف تصل إلى أسرتها وأصدقائها الصغار، فكل شيء حولها كان غريباً جداً.
أخذت السمكة الصغيرة تسبح حائرة وقلقة لاتعرف أين تذهب إلى أن صادفت في طريقها أخطبوطاً كبيراً، فسألته: هل تعرف أين الطريق إلى بيتي؟
تجاهل الأخطبوط الكبير سؤالها، فأسرعت نحو بعض المحار النائم في الأرجاء، وقالت لهم أنها قد أضاعت الطريق إلى بيتها ووطنها، وسألتهم :هل يمكن لكم أن تساعدوني لأجد منزلي؟
وأيضاً لم تلق السمكة الصغيرة جواباً من أحد، ولم تجد من يساعدها للوصول إلى موطنها كي ترجع لأمها، حزنت السمكة ومضت وهي تقول: ماذا أفعل الآن وما هو مصيري في هذه البحار الشاسعة؟
وأصدقائي أيظاً كانو على حق والأن لا أعرف الى اين اذهب بسبب تهوري، فجأة لاحظت الصغيرة أن الأسماك التي حولها تسبح بسرعة كبيرة جداً في عدة اتجهات، وقبل أن تسأل عما يجري حولها، سقط عليها ظل كبيرجداً، فشعرت السمكة بسكون المياه وبرودتها حولها، وعرفت أن القادم هو سمك القرش المفترس، حاولت أسماك القرش، أن تمسك بالسمكة الصغيرة ويبتلعها ولكنها استطاعت أن تحشر نفسها بين صخور التي يصعب على صاحب الحجم الكبير الدخول إليها، حواديت اطفال حينما أحسّت بزوال الخطړ حولها خرجت من مخبئها، ومن غير أن تلتفت وراءها سبحت بكل قوتها بعيداً في اتجاه واحد، وفجأة وجدت السمكة الصغيرة نفسها في موطنها بين أهلها وأصدقائها الصغار، في الحقيقة، لم تعرف السمكة المتهورة كيف وصلت لموطنها بهذه السرعة، لكن كل ما كانت تعرفه هو أنها لن تعود للقيام بمغامرة إستكشافية من جديد وهي في هذه السن الصغيرة، هكذا قالت لأمها ولأصدقائها، الذين رحبوا بها وفرحوا كثيراً بعودتها سالمة إليهم أنها نادمة على فعلتها هذه وعاشة حياتها سعيدة ب ين أهلها في وطنها الحبيب.