قصة بالأمس عدت إلى بيتي متعبا منهكا
أردت....
فالټفت إلى أبي وإلى إخوتي محاولا إسماع صوتي ولكن دون جدوى !!!
ذهب إخوتي للإعداد وخر أبي على الكرسي يبكي وأنا في ذهول تام وإحباط شديد من هول ذلك الکابوس المزعج الذي أحاول الاستيقاظ منه.
وتوافد الأصدقاء والأحباب إلى البيت والكل يعانق أبي المڼهار ويعزون إخوتي وأبنائي ويدعون لي بالرحمة ولهم بالصبر والسلوان.
ووسط هذا الزحام الشديد وجدتني أخترق الصفوف بيسر وسهولة دون أن ألمس أحدا.
أنا معكم ولكن لا تشعرون!!!
أناديكم ولكن لا تسمعون!!!
فلما استيئست منهم تركتهم يصلون وتوجهت إلى ذلك الصندوق وكشفت الغطاء أنظر إلى ذلك النائم فيه
وما إن كشفت عن وجهه حتى فتح عينيه ونظر إلي وقال الآن انتهى دوري أنا إلى الفناء أما أنت فإلى البقاء !!!
إلى التراب ومآلك إلى الحساب !!!
ولم أشعر بنفسي إلا وأنا فاقدا السيطرة على كل شئ أطرافي لم تعد تستيجب لي. لم أعد أرى شيئا لم أعد أقوى على الحراك أحاول الكلام فلا أستطيع.
ثم غمغمات المشيعين ....
ثم قرع النعال مبتعدة ....
أدركت حينها أنها النهاية ....
ولربما البداية ....
بداية النهاية ....
هكذا بكل بساطة ودون مقدمات !!!!!
مازال لدي الكثير من المواعيد
مازال لدي الكثير من الأشغال
مازال لدي الكثير من الديون التي لم أسددها ولم أوص بسدادها
أين نقالي
أريد أن أوصي بفعل خير لطالما أجلته
أريد أن أنهى عن منكر لطالما رأيته
وشيئا فشيئا بدأت أختنق
ثم سمعت أصوات أقدام متجهة إلي
سيبدأ الحساب !!!
هذا ما كان يقال لي في الدنيا
لابد أنهما منكر ونكير في طريقهما إلي
رب ارجعون
رب ارجعون
رب ارجعون
لعلي أعمل صالحا فيما تركت !!!
فلا
أسمع صدى لدعائي سوى
كلا كلا كلا
ولازلت على هذه الحال حتي تدفق
إلى مسامعي صوت رقيق يهمس في أذني بابا بابا الغدا يا بابا....
ففتحت عيني لأجد ابنتي وفلذة كبدي مبتسمة كعادتها في وجهي وهي تقول يلا يا بابا قبل الأكل ما يبرد
احتضنتها بلهفة وقبلت جبينها ثم تركتها تذهب ....
وجلست في فراشي برهة وأنا أشعر بإرهاق شديد وأطرافي ترتعد وجسدي يتصبب عرقا ....
لأخاطب نفسي قائلا
.... ها يا نفس قد عدتي فأريني أي صالح ستعملين قبل أن يأتي يوم تسألين فيه الرجعى فلا يستجاب لك....
سارع بالخيرات بأعمال الصالحات .. وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ۖ وما تدري نفس بأي أرض ټموت ۚ إن الله عليم خبير
سورة لقمان 34
جزى الله خيرا من نشرها ....
وادعوا لنا بالهدايه لعل الله يستجيب