قصة انا اب لشابين اكبرهم 28 سنة
من المنزل متجها إلى المسجد وصليت حتى أقيمت صلاة الفجر. لكن خلال تلك الصلاة شعرت براحة نفسية وخشوع تام للمرة الأولى. وكان السبب في ذلك هو القارئ الذي كان يمتلك صوتا جميلا جدا.
بعد انتهاء الصلاة بقيت جالسا وأنا أبكي حتى اقترب مني المقرئ الذي كان يصلي بنا. كان شابا وسيما ذو لحية بيضاء ناصعة. عانقني وتفاجأت من الموقف لكنني عانقته بالمثل. ثم همس في أذني قائلا إشتقت إليك يا والدي...! قال لي إنه محمد ابني الأصغر فهل لم أتعرف عليه
إعادة صياغة تلك الليلة نمت في منزل والدي. في الصباح جاءتني فتاة جميلة لتوقظني قائلة لقد أنرت منزلنا يا عمي. فسألتها عن هويتها فأخبرتني أنها زوجة محمد. بعد الاستيقاظ رأيت زوجة ابني تهتم بأمي حيث قامت بتحميمها وتغيير ملابسها وأعدت الفطور للجميع. أثار بي إعجابها حسن خلقها واحترامها.
كنت أظن أن أبي غاضب مني لكنه شكرني بدلا من ذلك. فسألته عن سبب شكره فرد قائلا قال لي ابنك محمد أنك أنت من أرسلته ليعتني بنا... وشكرا على المال الذي كنت ترسله لنا. تعجبت فكنت قد طردت محمد من المنزل ولم أرسل أي أموال لوالدي.
أخذني ابني خارج المنزل وحكيت له كل شيء لكنني فوجئت عندما علمت أنه كان يعرف كل شيء بالفعل.
قال لي أن أجلب كل ما نحتاجه أنا وأمه وأن نأتي للعيش معهم. وافقت على ذلك
الآن أعيش أنا وزوجتي مع والدي وابني محمد وزوجته الحامل.
بعد عدة أشهر من العيش معا في منزل واحد كانت العائلة تتمتع بالصلة والوئام الذي عاشوه. أصبحت الأيام تمر بسرور وجعل الأفراد يتقربون أكثر من بعضهم البعض. كانت زوجة محمد تعتني بجميع أفراد العائلة بمحبة واهتمام مما جعلها تكتسب تقدير واحترام الجميع.
مع مرور الوقت استمرت العائلة في النمو والازدهار. ترعرع الأطفال تحت رعاية جميع أفراد الأسرة وتعلموا قيم الحب والاحترام والعمل الجاد. كانوا يساعدون بعضهم البعض في مواجهة التحديات وتحقيق النجاحات الصغيرة والكبيرة.
وفي تلك اللحظة فهموا جميعا أن الحب والتفاهم والتكاتف هم أساس العائلة السعيدة والقوية.
ومنذ ذلك الوقت مضوا يومهم بيومهم مستمتعين بالحياة المشتركة والمغامرات الجديدة التي كانت تنتظرهم معا.
لقد سردت قصتي لكم لتكون عبرة ودرسا للآباء والأمهات. فقد أظهرت محبة لابني الكبير ولم أكن أتواصل معه بعد زواجه بينما أهملت ابني الأصغر على الرغم من أنه لم يكن يتوانى عن تقديم ما يستطيع لي. لقد ندمت على تقصيري تجاهه وأتضرع إلى الله عز وجل أن يغفر لي.
التمييز بين الأبناء يولد مشاعر الحقد والكراهية والحسد بينهم. قدموا لأبنائكم ما يستحقونه من رعاية وحب وستجدونهم يعودون لكم بالفضل والبر. قد يكون الابن الذي تعاملت معه بقسۏة هو الأقرب إليك في المستقبل.