كل ما تريد معرفتة عن اكتساب العلم والمعرفة
يعدّ العلم والذي هو نقيض الجهل، من أهم عوامل ارتقاء الأمم والشعوب، وأهم عنصر في نمو الحياة وازدهارها ورغد العيش، وبه يتميّز إنسان عن إنسان، وتعلو أمم على غيرها، فتقوم الكيانات، وتتحرك عجلة الحياة، ولولاه لاستحالت الحياة جحيماً لا يطاق، ولغدى الإنسان صريعاً للجهل والتخلف، ولفتكت به الأمراض، وعصفت به رياح محڼ الجهل والتخلف، فالعلم نور والجهل ظلام، وشتان بين النور والظلام، وللعلم طرق لاكتسابه، وعوامل لتطوره، وكذلك للساعي لاكتساب العلم صفات، ويترتب على الجهل تبعات وتبعات.
اكتساب العلم والمعرفة
هناك عدة أمور تساعد على اكتساب العلم وهي:
- مزاحمة العلماء، والأخذ منهم وحسن الإصغاء إليهم، فالعلماء هم أوعية للعلم.
- توجيه الإرادة نحو البحث، والاستكشاف، والتعلّم، فالمجالات التي يجهلها الإنسان أكثر من التي يعرفها، بل كلما تقدم بها العمر، زادت دائرة المجهولات أمامه، نظراً لتعدد وسعة العوامل الإدراكيّة لديه، فيتفتح ذهنه على أشياء لم تكن معروفة له في صغره، وتظهر أمامه مع الصعود في سلّم الحياة، والارتقاء في مراحل العمر أسماء ومصطلحات لم يكن يعرفها في صغره، فكلّما زادت دائرة المعرفة، زادت أيضاً دائرة المجهولات، الأمر الذي يعني زيادة في البحث، والتفكير، والاستكشاف.
- الاهتمام بالمطالعة، وإعلاء شأن الكتاب.
- حسن ترتيب أولويات اهتماماته العلميّة والمعرفيّة، فالعمر لا يتسع لإدراك كل ما يجهله الإنسان، فلا بدّ من تقديم الأفضل على المفضول، والعاجل على الآجل.
- وضع خطة بناء معرفيّة، وبرنامج لتحقيقها، ضمن عناصر مكتوبة، ومدروسة بعناية، تتقاسم دقائق الزمن، فالارتجالية، والعشوائية في الدراسة، تكسب صاحبها ثقافة، ولا تكسبه علماً؛ لأنّ العلم يحتاج إلى الانطلاق بجديّة ضمن خطط معدة بعناية، وبرامج واضحة، وعناوين معلومة.
- حسن المتابعة مع البرامج الإعلاميّة، بكافة أشكالها وأصنافها المتاحة والمتوفرة، والمتعلقة بالبناء المعرفي، والعلمي.
- حسن إدارة الوقت وتنظيمه واستغلال دقائقه، فالوقت والزمن أسلحة القاصدين في طلب العلوم المختلفة، فالوقت هو الحياة لقلوبنا ولمشاعرنا، ولعقولنا، ولهممنا، ولحياتنا بعد مماتنا في يوم حسابنا.
- ترك فضول العادات التي يستغنى عنها بما هو مهم، ولا شيء أكثر أهمية من العلم والتعلّم، فكثير من العادات الاجتماعية تأخذ من أوقاتنا الحيّز والنصيب الكبير.
- ترك فضول الكلام، فكثرة الخوض في فضول الكلام، تجرّ صاحبها إلى التضحيّة بأغلى ما يملك، ألّا وهو الزمن.
- الهمّة العالية والإرادة القويّة، والعزم الفتي، فعلو الهمّة يقود صاحبه إلى طرق أبواب المعالي، والعروج في سلّمها، والتحليق بها بين الأنجم، في حين أنّ الهمًة الڼازلة تنزل بصاحبها إلى درك العيش والشقاء.
للجهل آثار سلبية؛ من تخبط العيش، وتراكم المحڼ، وتأخر عن ركب الحضارة، وركود في مستنقع الأوبئة، والأمراض الفتاكة، وكثرة الأعداء الطامعين في الأوطان، وحمم من الآلام تعصف، قد كان ضحاېاها في منأى عنها لو طرقوا أبواب العلم وتنافسوا به.