بزياراته إلى الدكان لعدة أيام يشتري ويدفع ثم يرحل لكن زيدون لم يكن ليثق بسمحون فكان كلما جاء وجلس في دكانه يشرع زيدون بمراقبته لعلمه أنه خبيث السريرة وفي أحد الأيام جاء الحرس إلى دكان زيدون وأبلغوه بأن يخلي الدكان خلال أربعة وعشرون ساعة تمهيدا لبيعه إلى تاجر آخر ذهل زيدون لما سمع وسألهم عن السبب فأجابوه أن عقد ملكية الدكان بحوزة القاضي الآن ومثبت فيه تنازل زيدون عن الدكان لمصلحة سمحون اسرع لإستخراج عقد الملكية من خزانة الدكان فلم يعثر عليه فصدق حدسه حول سمحون ونجاحه بسرقه العقد خلال زياراته المتكرر
له مستغلا لحظة غفلة واحدة فقط أخذ يلوم نفسه بسبب طيبته وعدم قدرته على طرد سمحون منذ أول زيارة له فعاد إلى منزله واتجه مباشرة إلى غرفة المرآة دون أن يكلم أحدا جلس هناك والألم يعتصر قلبه فكيف سيخبرهم أنه سيخسر غدا مصدر رزقه الوحيد نظر الى المرآة ثم مسحها بكف يده ليحصل على رؤية أفضل وقال هل أنا فاشل حقا يا عماه أهذا ما تريد قوله لي وهنا وأمام ذهول زيدون سطع ذلك الوهج الغامض مجددا في المرآة ثم ظهرت صورة لوجه فتاة في المرآة ذعر وتراجع خطوتين إلى الوراء فناداه الوجه قائلا لا تخف مني أيها الأنسي الطيب قال زيدون والخۏف يكاد يعقد لسانه من أنتي قال الوجه بتودد أنا جنية طيبة وألقب بسيدة المرايا وأنت من المحظوظين القلائل الذين أظهر لهم كي أحقق لهم رغباتهم إرتاح زيدون لكلامها و قال هل فعلا تحققين الرغبات بلى لكني لا أحقق سوى ثلاث رغبات من أشد رغباتك إلحاحا على نفسك أي يجب أن تكون مستحقا فعلا لها كي أحققها أطرق زيدون قليلا ثم قال أريد أن أستعيد دكاني فأنا على وشك أن أخسره غدا وهنا اختفت الصورة عن المرآة وظهرت مكانها صورة زيدون وهو يمسك بطاقية غطاء للرأس نظر إلى يديه فوجد نفسه يمسك فعلا بطاقية فذهل وتعجب من أين أتت وضع زيدون الطاقية على رأسه فلم يعد يرى نفسه لا في المرآة ولا في الحقيقة خلعها فظهر من جديد وضعها فاختفى فعلم أن تلك التي بين يديه ما هي إلا طاقية الإخفاء تلك الطاقية التي كان يعتقد أنها مجرد أسطورة في صباح اليوم التالي انطلق زيدون ناحية منزل المرحوم عمه والذي أصبح ملكا لسمحون وطرق الباب ثم إرتدى طاقية الإخفاء فلما فتح الخادم الباب لم يجد أحدا نظر يمينا ويسارا ثم عاد الى البيت وأغلق الباب لكن الذي حدث هو أن زيدون ولج الى الداخل دون أن يشعر به الخادم اتجه إلى غرفة سمحون الذي كان نائما فډخلها وانتظر فلما نهض أخوه وخرج عمد زيدون إلى دولابه ففتحه وأخرج منه عقد الملكية البيت وانصرف من ساعته نحو مجلس القضاء وهناك وضع طاقيته أيضا فاختفى ودخل الى غرفة القاضي كان القاضي جالسا يحرر بعض الأوراق فوقف زيدون أمامه دون أن يشعر به القاضي أو يراه بتاتا ثم خرج القاضي وأقفل الباب خلفه وزيدون في الداخل فقام الأخير فورا بتفتيش مكتب القاضي حتى عثر على صك الملكية الخاص بدكانه فخبأه و هنا دخل القاضي وبرفقته سمحون وهما يضحكان ثم سمع أخوه وهو يقول للقاضي لولاك يا سيادة القاضي لما استطعت الحصول على دكان زيدون الغبي قال القاضي لدي أساليبي كما تعرف فبحكم منصبي فأنا أعرف عدد من أمهر المزورين