كنتُ أسعى دوما لإبهاره .. إرضائه .. أن يكون سعيداً

موقع أيام نيوز

” كنتُ أسعى دوما لإبهاره.. إرضائه.. أن يكون سعيداً .. أن أفاجئه.. وبالفعل نجحتُ في ذلك..

لذا كنتُ محطّ حسد في كل مرة فَتح فيها ثغره ليتكلم عني، وتنهال علينا بعدها عبارات مشجعة مثل "نحسدك عليها .. يا لحظك .. ليت كل نساء العالم مثل خطيبتك هذه"

الاهتمام الذي كنتُ أحيطه به كان حقاً شيء يستحق المديح .. كنت على الدوام أستيقظ باكراً دون أن أكون مضطرة فقط لأتصل به وأوقظه .. دائماً أحضّر له الأطباق التي يشتهيها وأرسلها إليه حيث مقر عمله .. أنسّق جميع مواعيدي كي أجعل نفسي متفرغة حين يكون هو متفرغاً .. !

كنتُ أحثه على الاجتماع بأصدقائه .. الترويح عن نفسه .. مهما بدا الأمر مبالغاً فيه .. أَظهر بمظهر السعيدة وأنا أقول له: " لا بأس، اذهب لتلعب معهم الورق .. سنؤجل موعدنا ليوم آخر "

أما عن ملابسي .. كانت مماثلة تماماً للألوان والأنماط التي يحب ..

تعلمت لعب الورق .. مشاهدة المصارعة .. أخبرتُه أنني لا أمانع أي شيء يحسن مزاجه .. !

اليوم بعد ثلاث سنوات فقط .. رغم أننا متزوجان .. إلا أننا بعيدان كل البعد عن بعضنا البعض .. هو لم تعد تبهره أفعالي .. لإنه إعتاد عليها .. وعلى العكس تماماً ..أصبح يراها واجبات علّي وحقوق له ..

وأنا لم أعد أملك شيئاً أستطيع فعله أكثر مما فعلت .. وفوق كل هذا .. يومياً أشرب القهوة رغم أنني أحب النسكافيه .. أشاهد المصارعة رغم أنني أكره العڼف .. أرتدي الأسود والبني رغم أنني أحب الألوان الوردية وأكره الغوامق ..

وفي نهاية كل يوم .. أستلقي بجانب رجل لا يعلم عني شيئاً .. سوى أنني أجيد فعل ما يحب .. !

ربما تأخر الوقت على أن أدرك ذلك..!

" أن أدرك أن الحب لا يحتاج منا كل ذلك الجهد لنُسعد من نحب .. الحب يعني أن وجودك .. مجرد تواجدك البسيط الاعتيادي الذي لا يبدو ذو أهميةٍ لأحد .. قادر على إسعادهم .. ! "

💛
تم نسخ الرابط