قصة القرد الحزين
يحكى أن مجموعة من القرود كانت تعيش في الغابة، وكان معهم قرد حزين خلقه الله سبحانه وتعالى بدون ذيل وكان يحزنه ذالك كثيرا وعادة ما يبكي بسبب ذالك.
كان القرض المسكين لا يستطيع تسلق الأشجار والتأرجح فوقها كباقي القرود وهذا ما أدى إلى سخرية بعض القرود منه والضحك عليه، كانوا يقولون له لست قردا مثلنا ولن نلعب معك، كان القرد المسكين صديقا لكلب لطيف كان يلعب معه أسفل الشجرة.
ذات صباح كان القرد حزينا وجلس في مكانه أسفل الشجرة، فرآه الكلب وسأله عن سبب حزنه فأخبره أن القرود لا تريد اللعب معه فقال له الكلب إحمد الله على ما أعطاك فأنت أسرع القرود في الغابة ولا أحد يستطيع أن يسبقك.
ذهب القرد المسكين إلى أمه يبكي ويسألها عن سبب خلقه بدون ذيل كباقي القرود؟ وقالت له أن يحمد ربه ويفكر بطريقة إيجابية، لم يحمد القرد ربه، وذهب إلى الفيل الذي يعتبر حكيم الغابة ليطلب منه ذيلا.
بينما كان في الطريق سأله الكلب عن وجهته؟ وأجابه أنه ذاهب إلى حكيم الغابة ليطلب منه ذيلا أجمل وأطول من ذيول جميع أصدقائه، إستغرب الكلب من جوابه وقال له أن ما يفعله خاطأ حيث أنه يعترض عن قضاء الله بفعله هذا. قال له القرد أن لا يتدخل في حياته وقراراته وأكمل طريقه.
لما وصل إلى الحكيم وجده فيلا صغير جدا في الحجم يكاد القرد يصبح أكبر منه وقال له مستغربا:
-"أحقا أنت هو الحكيم؟! توقعتك أكبر من ما أنت عليه" قال له الفيل:
قال له: "أريد أن تعطيني ذيلا لأستطيع أن ألعب مع أصدقائي القرود" وقال له الفيل الحكيم لكنك سريع جدا وإذا كان لديك ذيل فستصبح بطيئا جدا ولن تلعب مع صديقك الكلب مرة أخرى.
حمد القرد ربه وشكره وقام أيضا بشكر الحكيم، وذهب يجري إلى صديقه الكلب وقال له أن يسمح له على ما قاله، ثم قال له أيضا أنه لا يريد ذيلا ﻷنه يريد الركض معه طوال الوقت.
والعبرة يا أصدقائي أن نرضى بما أعطانا ربنا ونحمده على كل الشيء؛ فإنه لا يأخذ منك شيء إلا وأعطاك خيرا منه، والحمد لله على كل حال.