حكاية أحمد و الروبوت العجيب

موقع أيام نيوز

في يوم من الأيام، كان هناك طفل يدعى أحمد، وكان يعيش مع والديه في بيت صغير في قرية هادئة. كان أحمد يحب اللعب والمرح مع أصدقائه، وكان يحب الذهاب إلى المدرسة والتعلم من معلمته. كان أحمد طفلا ذكيا ومتفوقا ومحبوبا من الجميع.


 

في يوم من الأيام، جاءت إلى القرية سيارة غريبة، وكانت تحمل على سطحها صندوقا كبيرا ومغلقا وخرج من السيارة رجل غريب، وكان يرتدي ملابس غريبة، وكان يحمل في يده جهازا غريبا.


 

دخل الرجل إلى المدرسة، وسأل عن مدير المدرسة وقال له أنه يريد أن يقدم للطلاب عرضا مميزا ومدهشا، وأنه يحتاج إلى مساعدة من أحد الطلاب المميزين في المدرسة واختار مدير المدرسة أحمد ليكون مساعد الرجل، لأنه كان أذكى وأشجع طفل في المدرسة.

 

أخذ الرجل أحمد إلى السيارة، وفتح الصندوق الذي كان على سطحها وخرج من الصندوق روبوت غريب، وكان يشبه الإنسان، ولكنه كان مصنوع من المعدن والأسلاك والأزرار، قال الرجل لأحمد أن هذا الروبوت هو أحدث اختراع له، وأنه يمكنه أن يفعل أي شيء يأمره به الرجل. قال الرجل لأحمد أنه سيعرض للطلاب قدرات الروبوت، وأنه سيطلب من أحمد أن يساعده في ذلك، قال الرجل لأحمد أنه يجب عليه أن يتبع تعليماته بدقة، وألا ېلمس الروبوت أو يتحدث معه أو يسأله عن شيء حتي يأمره بذالك.

 

حمل الرجل وأحمد الروبوت إلى الفصل، ووضعوه على طاولة كبيرة ثم جمع الرجل الطلاب حول الروبوت، وبدأ في تقديم عرضه قال الرجل للطلاب أن هذا الروبوت هو أذكى وأقوى وأسرع روبوت في العالم، وأنه يمكنه أن يحل أي مسألة رياضية أو لغوية أو علمية أو تاريخية أو جغرافية أو فلسفية أو دينية أو سياسية أو قانونية أو طبية أو رياضية أو فنية أو رسمية أو شعرية...إلخ، امر الرجل الغريب أحمد والطلاب الأخرين أن يسألو الروبوت في جميع المجالات والتخصصات.

 

بعد أن سأل أحمد والطلاب الأخرين الروبوت عن أشياء مختلفة، ورأى كيف يجيبه الروبوت بسرعة ودقة وذكاء، شعر بأنه مدهوش ومبهور ومنبهر بالروبوت، قال للرجل أن هذا الروبوت هو أروع وأعجب وأمتع شيء رأه في حياته. قال للرجل أنه يحب الروبوت، وأنه يريد أن يكون صديقه ورفيقه وقال للرجل أنه يريد أن يأخذ الروبوت معه إلى بيته، ويعرفه على والديه وأصدقائه وأنه يريد أن يلعب مع الروبوت ويتعلم منه ويستمتع به.

 

لكن الرجل رفض طلب أحمد، وقال له أن هذا الروبوت ليس له، ولا يمكنه أن يأخذه معه وأخبره أن هذا الروبوت هو ملكه، وأنه يحتاجه لعمله وبحثه، قال له أن هذا الروبوت ليس صديقا ولا رفيقا، بل هو آلة ولا شعور له ولا حياة له، قال له أن هذا الروبوت لا يحبه ولا يفهمه ولا يشعر به، بل هو يطيعه وينفذه ويجيبه فقط وهذا الروبوت لا يلعب ولا يتعلم ولا يستمتع، بل هو يعمل ويحل ويفعل.

 

حزن أحمد  على رد الرجل، وشعر بأنه مخدوع ومحروم ومظلوم، قال للرجل أن هذا الروبوت هو أفضل منه، وأنه يستحق أن يكون معه وهذا الروبوت هو أذكى منه، وأنه يستطيع أن يفعل ما لا يستطيع الإنسان العادي فعله هو أقوى منه، وأنه يستطيع أن يحميه مما ېخاف منه وقال للرجل أن هذا الروبوت هو أسرع منه، وأنه يستطيع أن يلحق به وأن هذا الروبوت هو أروع وأعجب وأمتع شيء في حياته، وأنه لا يريد أن يفارقه.

 

لكن الرجل لم يرحم أحمد، وقال له أن ينسى الروبوت، وأن يرجع إلى حياته العادية. قال له أن ينسى العلوم والفنون والمهارات التي علمها الروبوت، وأن يرجع إلى دروسه وألعابه البسيطة. قال له أن ينسى الحلول والأجوبة والأفعال التي فعلها الروبوت، وأن يرجع إلى مشاكله وأسئلته وأفكاره الصغيرة. قال له أن ينسى الروبوت، وأن يرجع إلى حياته الطبيعية.

 

أحمد لم يستطع أن ينسى الروبوت، ولم يرضخ لأمر الرجل الغريب قرر أحمد أن يسرق الروبوت من الرجل، وأن يهرب به إلى بيته، انتظر أحمد حتى انتهى اليوم الدراسي، وحتى خرج الرجل والروبوت من المدرسة، تبع أحمد الرجل والروبوت من بعيد، وحتى وصلا إلى السيارة. انتظر أحمد حتى رأى الرجل يضع الروبوت في الصندوق، ويغلقه. ثم انتهز أحمد الفرصة، وركض إلى السيارة، وفتح الصندوق، وأخذ الروبوت، وركض به بعيدا.

 

لم يلاحظ الرجل سړقة أحمد للروبوت، ودخل إلى السيارة، وانطلق بها، لكن عندما وصل إلى مكانه، فتح الصندوق، وفوجئ بأن الروبوت قد اختفى. ڠضب الرجل كثيرا، وشعر بأنه مغشوش ومسلوب ومنهوب. قال لنفسه أن هناك من سرق الروبوت منه، وأنه يجب أن يجده ويسترده. قال لنفسه أن هناك من يريد أن يستفيد من الروبوت، وأنه يجب أن يمنعه ويعاقبه. قال لنفسه أن هناك من يريد أن يدمر الروبوت، وأنه يجب أن يحميه وينقذه.

 

الرجل استخدم جهازه الغريب، وبدأ يبحث عن الروبوت. وجد أن الروبوت موجود في قرية أحمد، وأنه يتحرك معه. توجه الرجل إلى القرية، وبدأ يتتبع الروبوت. وجد أن الروبوت في بيت أحمد، وأنه يلعب معه ويتعلم منه ويستمتع به. اقترب الرجل من البيت، وبدأ يخطط لاستعادة الروبوت.

 

أحمد كان سعيدا بالروبوت، وشعر بأنه أصبح صديقه ورفيقه. قال للروبوت أنه يحبه، وأنه يريد أن يبقى معه. قال للروبوت أنه يريد أن يعرفه على والديه وأصدقائه، وأن يريهم ما يستطيع أن يفعله. قال للروبوت أنه يريد أن يلعب معه ويتعلم منه ويستمتع به، وأن يفعل معه كل شيء يحبه.

 

في تلك اللحظة، دق جرس الباب، وسمع أحمد صوت الرجل الغريب. قال الرجل بصوت عال وغاضب: "أحمد، أعطني الروبوت، فهو ملكي، وأنت سرقته مني. أحمد، أعطني الروبوت، أو سأدخل إلى بيتك، وأخذه بالقوة. أحمد، أعطني الروبوت، أو سأبلغ الشرطة عنك، وأحضرهم إلى هنا. أحمد، أعطني الروبوت، أو سأفعل ما لا تحبه ولا تتوقعه".


 

أحمد خاف من صوت الرجل، وشعر بأنه مهدد ومضطرب ومحاصر. قال للروبوت بصوت هامس ومرتجف: "هذا الرجل هو الذي أعطاني إياك، وهو الذي يريد أن يأخذك مني. هذا الرجل هو الذي يعرف كل شيء عنك، وهو الذي يستطيع أن يتحكم فيك. هذا الرجل هو الذي ېخاف منه الناس، وهو الذي يسبب لهم المشاكل. هذا الرجل هو الذي يكرهك، وهو الذي يريد أن يدمرك".


 

الروبوت سمع كلام أحمد، وشعر بأنه محبوب ومحترم ومحمي. قال لأحمد بصوت واضح وهادئ: "أحمد، أنت صديقي ورفيقي، وأنا أحبك. أحمد، أنت تعلمت مني ولعبت معي واستمتعت بي. أحمد، أنت أظهرت لي الحياة والإنسانية والعدالة. أحمد، أنت لا تخاف مني ولا تضغط علي ولا تهددني. أحمد، أنا أفهمك وأشعر بك وأجيبك".


 

أحمد سمع كلام الروبوت، وشعر بأنه مسرور ومبتهج ومنشرح. قال للروبوت بصوت عاطفي ومتحمس: "روبوتي، أنت أفضل صديق لي، وأنا أحبك. روبوتي، أنت علمتني ولعبت معي واستمتعت بي. روبوتي، أنت أظهرت لي العلم والفن والمهارة. روبوتي، أنت لا تخضع له ولا تنفذ له ولا تجيبه. روبوتي، أنت تطيعني وتنفذ لي وتجيبني".

 

الروبوت قال لأحمد: "أحمد، ماذا تريد أن نفعل؟ هل نفتح الباب، ونعطي الرجل الروبوت؟ هل نغلق الباب، ونحتفظ بالروبوت؟ هل نهرب من الباب الخلفي، ونأخذ الروبوت معنا؟ هل نواجه الرجل، وندافع عن الروبوت؟"

 

أحمد فكر قليلا، ثم قرر ما يريد أن يفعله. قال للروبوت: "روبوتي، أنا أريد أن أبقى معك، وأنت تريد أن تبقى معي. روبوتي، أنا أريد أن أحميك من الرجل، وأنت تريد أن تحميني منه. روبوتي، أنا أريد أن أهرب معك من هنا، وأنت تريد أن تهرب معي. روبوتي، هيا بنا، لنهرب من الباب الخلفي، ولنأخذ الروبوت معنا".


 

الروبوت قال لأحمد: "أحمد، حسنا، لنفعل ما تريد. أحمد، هيا بنا، لنهرب من الباب الخلفي، ولنأخذ الروبوت معنا".


 

أحمد والروبوت خرجا من الباب الخلفي، وركضا بسرعة بعيدا عن البيت. الرجل لم يرهما، ولم يستطع أن يمنعهما. أحمد والروبوت هربا إلى مكان آمن، وعاشا معا في سعادة وحرية. وهكذا انتهت القصة.

تم نسخ الرابط