حكاية الراعي وسيدنا سليمان
كان هناك راعي غنم يعمل لدى النبي سليمان بن داود عليهما السلام. يوما ما وفي أثناء رعيه للغنم جاءه ذئب وطلب منه أن يعطيه نعجة. لكن الراعي رد قائلا إنه مجرد حارس وراعي للغنم ولا يملك الحق في إعطاء الذئب ما يريد.
فاقترح الذئب على الراعي أن يذهب إلى سيدنا سليمان ويسأله إذا كان يستطيع منحه النعجة. وعلى الرغم من مخاۏف الراعي من ترك الغنم وحدها مع الذئب أقسم الأخير أنه سيحمي الغنم حتى عودته وأنه إذا خان ثقته سيكون من الجيل التاسع الذي يعاني من الشړ وهذا يذكرنا بآيات القرآن حول الذئب الذي قالها ليوسف عليه السلام وأخوته.
بالتالي ذهب الراعي في رحلته إلى سيدنا سليمان. وفي طريقه شاهد مشهدا عجيبا لبقرة ترضع من ابنتها. فتعجب الراعي وقال سبحان الله لم أر مثل هذا من قبل. سأسأل سيدي سليمان عن تفسير هذا المشهد.
واصل الراعي مسيره وبعد قليل رآى مجموعة من الأشخاص يجلسون بملابس بالية وممزقة ولكنهم يملكون أكياس من الذهب. فتعجب الراعي وقال في نفسه سبحان الله هذا أيضا عجيب. لديهم ذهب ومع ذلك هم فقراء. وبعدها واصل المسير.
أخيرا رأى الراعي نبع ماء جارية وعندما اقترب منها ليشرب شم رائحة كريهة مصدرها الماء. فتراجع وتوجه لسيدنا سليمان ليسأله عن تفسير هذه المشاهد العجيبة وكيف تتعلق بالقرآن الكريم.
يستمر الراعي في رحلته إلى سيدنا سليمان عليه السلام حيث يستغرب من مشهد ماء جارية لكنها ذات رائحة كريهة. يقول الراعي يا سبحان الله هذه أيضا عجيبة! لو كانت المياه راكدة وقڈرة لما تعجبت. سأسأل سيدي سليمان عن تفسيرها.
واصل الراعي مسيره حتى وصل إلى سيدنا سليمان وسلم عليه وأخبره عن طلب الذئب. أمر سيدنا سليمان الراعي بالسماح للذئب بأخذ نعجة وأكلها. ثم بدأ الراعي يسأل سيدنا سليمان عن المشاهد العجيبة التي رآها في طريقه.
أولا سأل الراعي عن البقرة التي ترضع من ابنتها. فأجاب سيدنا سليمان أن هذا سيحدث في آخر الزمان حيث ستسبب الأمهات البلاء لبناتها من أجل
الاستفادة من معاشهن. ثانيا سأل الراعي عن الأغنياء الذين يملكون ذهبا ولكن ملابسهم بالية.
فأوضح سيدنا سليمان أنهم قطاع طرق ولصوص وأن المال الحړام لا بركة فيه. وستكثر في آخر الزمان ممارسات الحړام وتنقص القناعة وترتفع البركة من المال.
—-
أخيرا سأل الراعي عن المياه الجارية ذات الرائحة الكريهة. وعلى ذلك ينتظر تفسير سيدنا سليمان لهذا المشهد وكيف يرتبط بالآيات
عند سماعه لذلك قال الراعي نعوذ بالله من أهل ذلك الزمان. طلب الراعي الدعاء من سيدنا سليمان وعاد إلى الأغنام ليجد الذئب يحرسها. أخبر الراعي الذئب بأن سيدنا سليمان سمح له بأخذ نعجة واختيارها. نظر الذئب إلى الأغنام ورآى نعجة جانبا مريضة وضعيفة فأخذها.
سأل الراعي الذئب عن سبب اختياره لتلك النعجة المړيضة فأجاب الذئب لأنها غافلة عن تسبيح ربها. إن من يغفل عن تسبيح ربه هو في بلاء. هذا يذكرنا بالآية القرآنية في سورة الجمعة قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة ۖ قليلا ما تشكرون الجمعة 23.
تظهر هذه القصة الجذابة والمعبرة مدى أهمية التقوى والتزام المؤمن بتسبيح الله والابتعاد عن الشهوات والمغريات التي تفسد النفوس وتجعل الإنسان في بلاء.
يمكن إضافة بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بالتقوى والتزام المؤمن بعبادة الله والابتعاد عن الشهوات والمغريات.
1. سورة الحجرات الآية 13 يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ۚ إن أكرمكم عند الله أتقاكم ۚ إن الله عليم خبيرهذه الآية توضح أن أفضل الناس عند الله هم الأتقياء الذين يتحلى بالتقوى والإيمان بالله.
2. سورة الأنعام الآية 162 قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين
تذكر هذه الآية أن العبادة والحياة والمت يجب أن تكون لأجل الله وحده
وليس للشهوات والمغريات التي تجر الإنسان بعيدا عن الله.
3. أحاديث النبي صلى
الله عليه وسلم
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها. رواه البخاري ومسلم
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب أن يزحزح عن الڼار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر وليأت إلى الناس ما يحب أن يؤتى إليه. رواه مسلم
تعزز هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية القصة وتوضح أهمية التقوى والإيمان بالله والعمل الصالح والابتعاد عن الشهوات والمغريات التي تجعل الإنسان في بلاء.
تمت اذا اعجبتكم قولولنا رايكم في التعليقات
ان انتهيتم من القراءه صلوا على خير خلق الله
والله هيرضيكم صل الله عليه وسلم