قصة جميلة عن الحب
في مدينة مزدحمة، عاش شاب يدعى أنور، كان قد تخرج للتو من الكلية ويكافح للعثور على وظيفة في مجاله. أمضى شهورا في إرسال السير الذاتية والذهاب إلى مقابلات العمل، لكن لا شيء من ذلك عاد بفائدة.
في أحد الأيام، أثناء سيره في المدينة، رأى أنور لافتة في نافذة أحد المنازل كُتب عليها "مطلوب مساعد". فقرر التحقق من الأمر، على الرغم من أنه كان يعلم أنها قد تكون مجرد وظيفة أخرى بطريق مسدود.
لكن لما دخل للمنزل وسأل مالكه عن العمل، وجد أن الوظيفة كانت في مكتبة صغيرة. وكان المالك، وهو رجل لطيف في الخمسينيات من العمر يدعى السيد فراس، يبحث عن شخص ما لمساعدته في إدارة المكتبة. وبعد حديث بسيط استأجر السيد فراس الشاب أنور على الفور، ليبدأ الأخير عمله في المكتبة في اليوم التالي.
وفي أحد الأيام، جاءت إحدى الشابات إلى المكتبة بحثًا عن كتاب معين. ساعدها أنور في العثور عليه ولاحظ أنها فتاة كفيفة. وأثناء تلبية طلبها أجرى أنورمحادثة معها، كان اسمها حفصة، وكانت كاتبة قصص. تحدثا عن الكتب والكتابة ونصحها أنور بقراءة قصص طويلة ذات عبرة من المؤلفات الجديدة.
ثم وبعد تفكير ذهب أنور للسيد فراس سائلا إياه عن حفصة. فأخبره الأخير أنها شابة لطيفة من أسرة طيبة، تكتب القصص الخيالية الطويلة وتزور المكتبة لسنوات منذ صغرها. فأعرب أنور لمالك المكتبة عن رغبته في التقدم لخطبة حفصة، ففرح السيد فراس كثيرا بسماع الخبر الرائع.
ثم إن الشاب أنور بدأ العمل في مشروع خاص به. حيق قرر فتح شركة نشر صغيرة، تركز على تشجيع الكتاب الناشئين لنشر قصص خيالية طويلة مكتوبة للكبار جديدة. لقد بذل كل وقته وطاقته في المشروع، وبساعدة حفصة ومسنادتها له عمل الشاب الطموح بلا كلل ولا ملل لجعل حلمه حقيقة واقعة.
بالنظر إلى الوراء، أدرك أنور أنه لو تحصل على وظيفة أحلامه بعد تخرجه من الكلية، فلم يكن ليجد مكتبة السيد فراس أو يلتقي بحفصة. لقد أدرك أنه في بعض الأحيان، الأشياء التي تبدو وكأنها انتكاسات، هي في الواقع فرص جديدة وثمينة.
وتذكر قوله تعالى: ﴿فَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ [النساء: 19].